لماذا تتأخر إجابة الدعاء ؟ وهل هذا لحكمة يعلمها الله ؟
السؤال: لماذا تتأخر إجابة الدعاء .. وهل هذا التأخير لحكمة يعلمها الله ليختبر بها ايماننا؟** يجيب الشيخ اسماعيل نصار وكيل وزارة الاوقاف السابق بالجيزة:الحق تبارك وتعالي يقول "ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي اليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون" "11" سورة يونس.
الدعاء قد لا يجاب .. ويكرره الانسان اكثر من مرة .. ولا يجاب ويعتقد ان الله لا يقبل منه.. نقول له : لا.. ولكنك تدعو دعاء قد يكون شرا لك.. ولو أن الله أجابك الي ما تطلبه .. وهو يعلم انه شر لك .. وأنت تحسب انه خير .. لو ان الله عجل لك الاستجابة لدعاء الشر.. لربما كان فيه هلاكك وانت لا تدري.. ألا يدعو الإنسان احيانا.. علي نفسه وعلي أولاده؟ .. ماذا يحدث لو أجيبت الدعوة .. "اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب أليم". "32" سور الأنفال.
ولكن الله سبحانه وتعالي .. الذي يعلم أن من هؤلاء الذين دعوا هذا الدعاء ومن أصلابهم.. سيكون هناك المؤمنون الأقوياء صادقو الإيمان الذين سينشرون رسالة هذا الدين في الدنيا كلها.. لذلك لم يجبهم الي دعائهم لأنه عليم بما سيحمله من يؤمن من هؤلاء برسالة الإسلام الي أقصي الأرض.. ألم يقل الحق سبحانه وتعالي "وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون""126" سورة البقرة. إذن فأنت لست مقياسا في الخير والشر .. تري شيئاً تحسبه خيرا وهو شر .. وتستعيذ من شيء وهو خير لك. ولذلك فالحق سبحانه وتعالي يقول "ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير""11" سورة الإسراء.
أي أنه يدعو ويلح في الدعاء.. فيما هو شر له.. وأحيانا يستجيب الله.. فيعرف الداعي أنه طلب شرا .. وأحيانا لا يستجيب الله للدعاء بالهلاك.. لأنه خير لمن يدعونه.. فعندما قال الكفار لرسول الله صلي عليه وسلم "أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا" "92" سورة الإسراء . أما كان الله يريح الدنيا من هؤلاء الكفار. الذين طلبوا أن يسقط عليهم السماء فيهلكهم.. ولكنه لم يفعلها حتي يزدادوا طغيانا.. ويضاعف لهم العذاب يوم القيامة.. يقول الحق سبحانه وتعالي "ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون" "11" سورة يونس.
إذن فعدم إجابة الله لاستعجال الناس إنما يكون له حكمة .. هي أن يبقيهم لينصر الإسلام عليهم.. ويثبت لهم عجزهم.. ويريهم الذلة أمام أعينهم.
ولذلك.. فإن الذين حاولوا قتل رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم الهجرة.. خرج الرسول من بينهم .. وألقي التراب علي وجوههم وجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم.. وذلة لهم ولقومهم